خطونا خطوة عملاقة نحو فهم كيفية ولادة الكواكب بفضل الصور الرائدة التي التقطها التلسكوب الكبير جدا (VLT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي. تكشف هذه اللقطات عالية الدقة عن تفاصيل لم يسبق لها مثيل حول أماكن الولادة الدوامة لعوالم جديدة.
على مدى عقود، افترض علماء الفلك أن الكواكب تتكون من أقراص غبارية تحيط بالنجوم الفتية. ومع ذلك، ثبت أن الرصد المباشر لهذه العملية صعب. يخترق تلسكوب VLT ذو الدقة الاستثنائية الحجاب، ويقدم لمحة عن هذه البيئات الديناميكية.
تقدم الصور تنوعًا مذهلاً بين هذه الأقراص المحيطة بالنجوم الأولية. يظهر البعض على شكل لولبية معقدة، مثل مجرات مصغرة. يعتقد العلماء أن هذه اللوالب منحوتة بفعل الجاذبية للكواكب الوليدة، حيث تشق طريقها داخل القرص. تظهر أقراص أخرى بمظهر أكثر فوضوية، مما يشير إلى المكونات الخام التي تولد منها أنظمة الكواكب.
مفهوم جديد لولادة الكواكب.
يقول كريستوف جينسكي، الباحث الرئيسي في الدراسة: “تقدم هذه الملاحظات فرصة فريدة لدراسة كيفية ولادة الكواكب”. يوحي التنوع الذي يتم التقاطه في الصور أن الأنظمة الكوكبية قد تتشكل بطرق عديدة، حيث تلعب البيئة دورًا مهمًا.
حتى الآن، تم اكتشاف أكثر من 5000 كوكب خارج المجموعة الشمسية، وهي كواكب تدور حول نجوم أخرى غير الشمس. كذلك توجد العديد من هذه الكواكب في أنظمة تختلف بشكل كبير عن نظامنا الشمسي. يضطر علماء الفلك إلى مراقبة النجوم الغنية بالغبار والغاز التي تغلف النجوم الفتية لمعرفة المزيد حول كيفية اختلاف هذه الأنظمة لأنها تمثل البيئة التي تتشكل فيها الكواكب. أسهل مكان للعثور على مثل هذه الأقراص الغبارية حول النجوم الفتية هي في السحب الغازية الضخمة حيث تتشكل النجوم.
النتائج ليست مجرد صور جذابة بصريًا ؛ بل تقدم بيانات مهمة للعلماء. من خلال تحليل الهياكل داخل الأقراص، يمكن للباحثين استخلاص رؤى حول كتلة وتكوين وحتى عدد الكواكب التي تتشكل داخل كل نظام.
يمهد تلسكوب VLT الطريق لمزيد من الاستكشاف.كما يعد الجيل التالي من التلسكوبات، مثل التلسكوب الكبير جدًا (ELT)، بغوصات أعمق في هذه الحضانات النجمية. يأمل العلماء توجيه أنظارهم إلى المناطق الداخلية للأقراص، حيث قد تتشكل كواكب صخرية مثل كوكبنا الأرض.