حجم كوكبنا هذا يجعلنا قادرين من مغادرته من أجل الاستكشافات الفضائية بكل سهولة لكن يختلف هذا الشيء بالنسبة للكواكب ذات الحجم الكبير و بكتلة أعلى من كتلة كوكبنا, و التي تسمى عادة بالكواكب العملاقة أو بالإنجليزية « Super-Earths »، حيث أن هذا النوع من الكواكب تحوم به جاذبية جد جد قوية قد تمنع أي كائن حي من الخروج منها.
وفي سياق البحث عن كائنات و مخلوقات فضائية على كواكب مجموعتنا الشمسية، بمجرتنا و مجرات بعيدة عنا بالملايير السنوات الضوئية، مازال العديد من العلماء و الباحثين يحاولون إيجاد حياة أخرى غير الحياة من داخل كوكب الأرض مستعملين بذلك أحدث التقنيات وآخر التلسكوبات و الأقمار الصناعية. ولكن كيف ماكان الحال ، فعلمياً و نظرا لقوانين الفيزياء المعتمدة في كوكبنا يبدو أن في حالة تواجد كائنات حية أخرى في مكان ما من هذا النوع من الكواكب العملاقة، سيصعب عليها الخروج من غلافها الجوي إلى الفضاء الخارجي بسبب الجاذبية القوية كما ذكرت لكم عند بداية المقال.
ما أتكلم عليه اليوم ليس من إنتاج مخيلتي المهووسة بالأفلام الخيالية ولا من استنتاجات عشوائية بل هي نتيجة لبحث عالم من مركز المراقبة الفضائية صون برج Sonneberg الألماني، الباحث Michael Hippke و الذي نشر بحثه هذا على مجلة International Journal of Astrobiology في شهر أكتوبر لسنة 2019، والذي يلخص لنا صعوبة الخروج من هذه الكواكب مهما وصل سكانها من تكنولوجيا متطورة الى غاية أنه شبهها بالسجن.
ولتذكير، حتى يكون كوكب ما قابل للحياة يجب أن يتوفر فيه عاملين مهمين و أساسيان، أن يكون في منطقة قابلة للسكن بالنسبة لنجمه، مثل كوكبنا بالنسبة للشمس وأن يتوفر الكوكب على غلاف جوي وعلى غرار كل هدا، جميع الكواكب الشبيهة بكوكب الأرض المكتشفة الى غاية اليوم هي كواكب كبيرة عملاقة و أتقل بكثير من كوكبنا. علميا، كوكب بقطر مضاعف كوكبنا ، كتلته سوف تكون عشر مرات أثقل من الأرض و جاذبيته أقوى مرتين من جاذبية الأرض !
في الحقيقة هذا النوع من الجاذبية هو جد إيجابي لأي كوكب كونه يحافظ على غلاف جوي قادر على حماية سكانه من الإشعاعات الكونية الضارة لكن في نفس الوقت قد تكون حاجز لأي محاولة لاكتشاف الفضاء الخارجي.
فيما يخص بحث الألماني Michael Hippke, فقد قدم مثال حي يطرح الإشكالية انطلاقا من عمليات حسابية، فمثلا للانطلاق من كوكب عملاق ك Kelper-20b ، الصاروخ الذي سينطلق منه سيكون وزنه 440 ألف طن ، كون هذا الكوكب أكبر من كوكبنا ب 80٪ و كتلته تقدر ب عشر مرات كتلة الأرض ومنه يتوجب تزويده بالأطنان الأطنان من الوقود لمقاومة الوزن.، و هذا قد يكون من المستحيل توفيره لكن الباحث لم يستبعد هنا استخدام الطاقة النووية أو ما يسمى بالدفع النووي في ذلك ، لكن تخيلو معي إن فشلت عملية الإطلاق و إنفجر الصاروخ و هو محمل الى الرأس بهذه الطاقة !
المهم و في الأخير يسعدني و يسرني أن أخبركم يا سكان كوكب الأرض أنكم في آمان الى غاية الآن من أي تدخل أجنبي فضائي في شؤوننا الأرضية و حمدا لله الذي يحمينا و يحمي كوكبنا و الحمد لله رب العالمين، الذي أحصى كل شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، ولا يشرك في حكمه أحداً، وخلق الجن وجعلهم طرائق قدداً.