في تطور مثير للجدل، قامت محطة إذاعية في مدينة كراكوف البولندية باتخاذ خطوة غير مسبوقة، حيث استغنت عن الصحفيين العاملين لديها واستبدلتهم بمقدمي برامج يعتمدون على الذكاء الاصطناعي.
محطة “أوف راديو كراكوف” أعلنت أنها أول تجربة من نوعها في بولندا، حيث تم إنشاء ثلاث شخصيات افتراضية تقدم برامج تتناول مواضيع ثقافية وفنية واجتماعية، بما في ذلك قضايا مجتمع الميم. وقد صرح مدير المحطة، مارسين بوليت، بأن هذه التجربة تهدف إلى استكشاف ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة أم تهديداً لوسائل الإعلام.
أثار هذا القرار موجة من الاعتراضات، حيث نشر ماتيوش ديمسكي، وهو صحفي وناقد سينمائي عمل سابقاً في المحطة، رسالة مفتوحة يعترض فيها على استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي. كان ديمسكي قد عمل في المحطة منذ فبراير 2022، وأجرى مقابلات مع لاجئين أوكرانيين، قبل أن يتم الاستغناء عنه في أغسطس مع حوالي اثني عشر صحفياً آخر. وما زاد من حدة الانتقادات أن المحطة ممولة من أموال دافعي الضرائب.
لاقت رسالة الاحتجاج تأييداً واسعاً، إذ وقع عليها أكثر من خمسة عشر ألف شخص. وأفاد ديمسكي بأنه تلقى مئات الاتصالات، معظمها من شباب يرفضون أن يكونوا موضوعاً لمثل هذه التجربة.
حاول مدير المحطة الدفاع عن القرار مؤكداً أن إنهاء خدمات الصحفيين لم يكن بسبب الذكاء الاصطناعي، بل بسبب انخفاض عدد المستمعين بشكل كبير.
تدخل وزير الشؤون الرقمية البولندي، كريشتوف جافكوفسكي، في القضية مؤكداً الحاجة إلى تشريعات تنظم استخدام الAI. وقال إنه رغم تأييده لتطور الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يجب أن يكون في خدمة البشر وليس ضدهم.
وصل الأمر إلى حد إجراء “مقابلة” باستخدام الذكاء الاصطناعي مع الشاعرة البولندية الراحلة فيسوافا شيمبورسكا، الحائزة على جائزة نوبل، والتي توفيت عام 2012. ومن المثير للاهتمام أن رئيس مؤسسة شيمبورسكا وافق على استخدام اسمها في البث، مشيراً إلى أن الشاعرة كانت تتمتع بروح الدعابة وكانت ستستحسن الفكرة.